يقول العلماء : إن في كل ليتر واحد من ماء البحر سبعة و عشرين غراماً من الملح ~ ~ ~ أي أنه لو استُخرج ملح البحار و جُفف , ووُضِع على اليابسة –على قاراتها الخمس- و لم نغادر مكانا إلا فرشنا عليه هذا الملح الذي استخرجناه من مياه البحار, لبلغ ارتفاع الملح المُجفف على سطح اليابسة كلها " 153" ليترا
السؤال الذي يلفت النظر: من أين جاءت هذه الكمية الكبرى من ملح البحار؟؟؟؟
يقول بعضهم : إن في البحار من الملح ما يساوي أربعة ملايين و نصف ميل مكعب , هذه كلها أرقام دقيقة مستخلصة من كتب علمية.
كيف وُضع الملح في البحر ؟ هناك نظريات كثيرة , بعضها يقول:
إن في قيعان البحار صخورا ملحية تفتت , و ذابت في هذا الماء
والبعض يقول : إن السبب مياه الأنهار
كل هذه النظريات التي تحاول أن تفسر ملوحة مياه البحر تجد الطريق مسدوداً لسبب بسيط:
هو أن في الأرض عددا كبيرا من البحيرات العذبة , فإذا كانت مياه الأنهار وحدها كافية لتمليح مياه البحار , فلماذا بقيت هذه البحيرات الضخمة عذبة حلوة المذاق – وهي أشبه ما يكون ببحار صغيرة- مئات الملايين من السنين, و ما تفسير ذلك؟
لا يزال سبب تشكيل الملوحة في مياه البحر لغزا كبيرا, و لا يفُسر إلا بالآيات التالية, يقول الله تعالى " و هو الذي مرج البحرين هذا عذبٌ فرات و هذا ملحٌ أجاج"
فلن يصبح مالحا , و لو صبت عليه الأنهار , و لو تفتتت الصخور,و لو كان على مسير الأنهار جبال من الملح , تبقى البحيرة العذبة عذبة .
و قوله تعالى " و جعل بينهما برزخاً" يعني أنه لا يبغي هذا على هذا, و لو أن نهرا عذبا صُب في بحر لسار عشرات , بل مئات الكيلو مترات , و بقي عذبا , لأن بين البحرين برزخا لا زالت طبيعته مجهولة حتى الآن .
أما " و جعل بينهما برزخاً و حِجراً محجورا"
فإن الحجر يمنع انتقال أسماك المياه العذبة إلى لمياه المالحة , و العكس صحيح.
ثمة كثير من القصص التي تتحدث عن موت ألوف الأشخاص في مياه البحر عطشا , فقد تغرق السفن, و ينجو بعض ركابها , و يركبون سفينة النجاة , لكنهم يموتون عطشا
قال تعالى " و ما يستوي البحران هذا عذبٌ فرات ٌ سائغٌ شرابه و هذا ملحٌ أُجاجٌ و من كلٍّ تأكلون لحماً طرياً و تستخرجون حلية ً تلبسونها و ترى الفُلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله و لعلكم تشكرون"
صدق الله العظيم