مشاكل قلة النوم هي إحدى المشاكل الأكثر انتشارا في العالم ، وهي تطال مواطني الدول الفقيرة والدول المتطورة على حد سواء. وتشير الإحصائيات إلى أنّ 8 بالمئة من سكان المملكة العربية السعودية، ومعظمهم من النساء، قد عانوا من الأرق خلال السنة الماضية. وتعود مشاكل النوم إلى مسببات عدة، بعضها نفسي أو عضوي وبعضها الآخر خارجي.
وتتوجه أصابع الإتهام دائماً ومباشرةً إلى الكافيين، وهي المادة الطبيعية الموجودة في القهوة والشاي وبعض المشروبات الغازية والشوكولاتة. ولكن الدكتور زيد الهلال ، رئيس قسم التغذية في مستشفى الملك فيصل التخصصي، يؤكّد أنّ مادة الكافيين ليست من المسببات الرئيسية للأرق، وذلك لأنّ تأثير الكافيين على أنماط النوم يختلف باختلاف الأجسام. فهنالك من يشرب فنجاناً واحداً من القهوة فيُصاب بالأرق، وهنالك من يشرب أكثر من ثلاثة فناجين ولا يتأثر على الإطلاق.
وقال الدكتور الهلال أنّ للأوهام دورٌ هام فيما يتعلّق بمشاكل قلة النوم وتناول المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين. ويستند الدكتور الهلال في هذا على نتائج أبحاثٍ طبّية أُجريت مؤخراً، اشتكى خلالها بعض أعضاء العيّنة المختارة من مشاكل الأرق رغم أنّهم قد تناولوا من غير علم مشروباتٍ لا تحتوي على الكافيين
(decaffeinated).
وتؤكّد الأبحاث الطبية أنّ المسببات الأساسية لعوارض الأرق تتعلّق بشكلٍ خاص بمشاكل القلق والتوتر (stress related)، كما تنجم أيضاً عن تغييرٍ في نمط الحياة عند المريض، كالسفر أو حتى تغيير السرير. كما تعود بعض مشاكل قلة النوم إلى أسباب عضوية، كمرض الربو أو القرحة في المعدة اللذين يمنعان المريض من الاستمتاع بسباتٍ هادئ.
ويضيف الدكتور الهلال أنّ تناول الكافيين باعتدال لا يعرّض الجسم لأية مشاكل صحية، موضحاً أنه ليس هنالك حاجة للامتناع عن تناول القهوة أو المشروبات الغازية، أو غيرها من المشروبات والمأكولات التي تحتوي على الكافيين. ويشدّد الدكتور الهلال على أهمية الاعتدال في الأكل كما في النوم، قائلاً "إنّ قلة النوم ككثرته، كلاهما مضرٌّ لصحة الإنسان. كذلك فإنّ الإفراط في الأكل قد يضرّ الصحة، وذلك لا يقتصر على المأكولات والمشروبات التي تحتوي على الكافيين بل يشمل أيضاً المأكولات التي تحتوي على موادٍ قد عُرفت بفوائدها المتعددة كالفيتامين والمعادن."
وينصح الدكتور الهلال أولئك الذين يشعرون بالانزعاج تجاه آثار تناول الكافيين بأن يقلّلوا من تناول المشروبات التي تحتوي على هذه المادة في الساعات التي تسبق النوم مباشرة.
يُذكر أنّ مادة الكافيين هي من المواد السهلة التحليل، إذ أنّها لا تبقى في دم الإنسان أكثر من ثلاث إلى سبع ساعات، يزول بعدها أي تأثير للكافيين على الجهاز العصبي. يُذكر أيضاً أنّ جسم المرأة أكثر قدرة على تحليل مادة الكافيين من جسم الرجل بمعدل 20 إلى 30 بالمئة.